{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ} أي: شدته، {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قال مجاهد: يجر على وجهه في النار. وقال عطاء: يرمى به في النار منكوسًا فأول شيء منه تمسه النار وجهه. قال مقاتل: هو أن الكافر يرمى به في النار مغلولة يداه إلى عنقه، وفي عنقه صخرة مثل جبل عظيم من الكبريت، فتشتعل النار في الحجر، وهو معلق في عنقه فخرَّ ووهجها على وجهه لا يطيق دفعها عن وجهه، للأغلال التي في عنقه ويده.ومجاز الآية: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن هو آمن من العذاب؟{وَقِيلَ} يعني: تقول الخزنة، {لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} أي: وباله.{كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} من قبل كفار مكة كذبوا الرسل، {فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ} يعني: وهم آمنون غافلون من العذاب.{فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ} العذاب والهوان، {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} يتعظون.{قُرْآنًا عَرَبِيًّا} نصب على الحال، {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} قال ابن عباس: غير مختلف. قال مجاهد: غير ذي لبس. قال السدي: غير مخلوق. ويروى ذلك عن مالك بن أنس، وحكي عن سفيان بن عيينة عن سبعين من التابعين أن القرآن ليس بخالق ولا مخلوق {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الكفر والتكذيب به.